نعم، هي من أسوأ الليالي التي قد يعيشها الإنسان هي ليلة الرعب حقاً عاشتها سناء وعائلتها التي تعيش في منطقة عين الرمانة التي تبعد بضعة كيلومترات عمّا كان يُعرف بخطوط التماس بين الشياح وعين الرمانة أيّام الحرب اللبنانية المشؤومة. هو عملياً إتصال ورد الى أحد سكان إحدى المباني من مجهول يطلب منه إخلاء المبنى لأنه معرّض للقصف. في تلك اللحظة لم يستطع أن يفكر سامي زوج سناء إذا كان هذا الأمر حقيقة أم ماذا!...
ايلي رجل يعيش في المنطقة كان الشاهد الأبرز على الحالة التي حدثت، ويقول لـ"النشرة" المبنى الذي اقطن فيه مطلّ على المبنى المذكور والذي يقطنه نازحون هم ضيوف لدى سامي، عند الساعة الرابعة فجرًا لم نسمع سوى صراخ نساء وعويل أطفال وأشخاص تركض وأناس تركب سياراتها لتغادر المكان فوراً. هذا المشهد أصاب كلّ المباني المجاورة بالذعر فما كان من رامي إلا أن هرع يسأل ما الذي يحدث فأبلغهم سامي أنه ورد اليه اتصال وأبلغه بضرورة إخلاء المبنى، وعلى الفور ساد الهرج والمرج في كل المباني حتى ساعات الصباح الاولى التي عاد فيها الناس الى بيوتهم دون أن يعرفوا إذا كان هناك حقيقة شيء ما أو لا.
أمام هذا المشهد يشرح المتخصص في التطوير التكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي هشام ناطور عبر "النشرة" أنه " خلال سنة حرب على غزة ولبنان إجمالا لم يتم استهداف مبنى فيه شخصيّة معينة عبر الطلب بإخلاء المبنى، وإذا كان هناك من إخلاء لمكان فان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي يذكر على صفحته الخاصة ذلك لاخلاء المبنى"، هنا يلفت هشام ناطور الى أنه "وفي الفترة الأخيرة القت قوى الأمن وشعبة المعلومات القبض بالتنسيق مع مزودي الخدمات على أشخاص يقومون بإرسال الرسائل لاخافة الناس".
يلفت هشام الناطور الى أن "قصّة الاتصال الهاتفي وارسال الرسائل الصوتية هو غير صحيح بالجزء الكبير جدا منها، وفي فترة خمسة أيام تم اعتقال ولدين وهما من مواليد 1998 استخدما app اسمها Djsms لنشر الرعب واخافة الناس وقد تبيّن أنها غير صحيحة أولا من نوعية الرسالة التي قُسِّمَت الى ثلاث أجزاء وأخطاء املائيّة"، لافتا الى أنه "يوميا يحصل القصف على الضاحية ووسائل الاعلام تعرف أسماء المباني المستهدفة نتيجة نشر المتحدّث باسم جيش العدو الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على صفحته مسبقا، بينما هجوم الكولا لم يكن أحد يتوقعه لأن المستهدف كان شخصيّة معيّنة".
"الذكاء الاصطناعي تطوّر كثيرا ويمكن عبره فبركة صوت أو مكالمة هاتفيّة أو نص أو حتى فيديو". هذا ما يؤكده هشام ناطور، داعيا الناس الذين يتلقّون رسائل نصّية للتواصل مع قوى الامن الداخلي أو مزوّدي الخدمات، أما قضيّة الاتصال الهائفي فحتّى الان لم يرد أي اتصال هاتفي وكان صحيحا"، كاشفا عن "وجود عصابات سرقة تقوم بهذه الامور لاخلاء المباني والقيام بعملية سرقة وهذا حصل في الضاحية حين القوا القبض على مرسل رسالة نصّية وتبيّن أنه قام بها لمحاولة اخراج الناس وسلب الاموال". في هذا السياق أكّدت مصادر أمنية مطلعة عبر "النشرة" أننا "نحقق بكل الشكاوى التي تردنا ونتتبّعها"، لافتة الى أن "القوى الامنية أَصدرت بلاغا بعد حادثة طريق الجديدة وكل ما يصلنا نقوم بمتابعته"، داعية الناس الذين لديهم مشكلة أو مِمَّن وردهم رسالة نصّية أو مكالمة الى الاتصال على الرقم 112".
على أمل أن تمرّ هذه الايام بأقل خسائر ممكنة لا يمكن الا القول أن الناس معذورة على خوفها...